حكمة الفيلسوف الصغير

إنسانٌ يولد ثم يموت، أرضٌ تُخرج ثمارًا ثم يصيبها الجفاف.
اليوم أنت ثري، وفي الغد تعود فقيرًا، في الليل فقير، وفي الصباح ثري، إلى متى سستظل نلعب لعبة الغميضة مع أحداث الحياة. فتارةً تخبئ المعاناة لتبدأ السعادة في العدّ، وتارة تختبئ السعادة لتبدأ التعاسة في العدّ.
ما رأيك أن نضرب هذه الحياة بمطرقة الحقيقة، حيث تسيل دماء أوهامها وآلامها.
فما الحياة إلّا أحلامٌ، تبدو حقيقية في ظاهرها الملموس. ولن يستيقظ منها العالم إلّا في حالة تعرّضه لصفعةٍ توقظ فيه البوذا الساكن فيه.
فدعني أحاول إقاظك، مثلما تحاول الأمّ إيقاظ طفلها الذي ظلّ نائمًا لفترة من الزمن.
سننتقل من موضوع إلى آخر، حتى تجد خلاصة ما تبحث عنه روحك، مثما يبحر القبطان من جزيرة إلى أخرى بحثًا عن الكنز.
هذا الكتاب لنا جميعًا، وهو للورود الحيّة وليس لتلك الورود اليابسة. يمكنك إنهاؤه في يوم واحد. أو يمكنك إنهاؤه بعد عشرين عامًا.
تأتيك المعرفة موجةً تلو أخرى، وكلما ظننت أنك أحصيتها، ستتفاجأ بقدوم موجةٍ أخرى أكثر تعقيدًا من سابقتها، لذا توقف عن السعي للكمال، فقط من يشعر بالنقص يبحث عن الكمال.