وليام سارويان (31 أغسطس 1908 – 18 مايو 1981) هو أحد أبرز الكتاب الأمريكيين من أصل أرمني الذين أسهموا بشكل كبير في تشكيل المشهد الأدبي الأمريكي خلال القرن العشرين. اشتهر بكتاباته التي تعكس الحياة اليومية للمهاجرين الأرمن في الولايات المتحدة، خاصةً في كاليفورنيا، حيث نشأ وسط عائلة متواضعة وعانى من ظروف صعبة تركت بصمة واضحة على أعماله الأدبية.

حياة وليام سارويان المبكرة

ولد وليام سارويان في مدينة فريسنو بكاليفورنيا، لأبوين أرميناك وتاكوهي سارويان، اللذين هاجرا من منطقة بدليس التابعة للدولة العثمانية. كان والده كاهنًا ، لكنه توفي عندما كان ويليام في الثالثة من عمره، مما دفع إلى وضعه وإخوته في دار أيتام بأوكلاند قبل أن تعود العائلة لتكمل حياتها في فريسنو.

عندما كبر، بدأ بالكتابة بعد أن عرضت عليه والدته بعض كتابات والده الراحل، وهو ما ألهمه ليختار طريق الأدب. عمل في عدة وظائف لدعم نفسه أثناء دراسته، ومن بينها مديرًا لمكتب تلغراف في سان فرانسيسكو.

بداياته الأدبية

بدأت رحلة سارويان الأدبية بنشر بعض المقالات القصيرة في مجلة “أوفرلاند الشهرية”. وفي عام 1933، نشر أولى قصصه باسم مستعار “سيراك غوريان” في المجلة الأرمنية “هيرنيك”. كانت هذه القصة، والتي تحمل عنوان “العجلة المكسورة”، بداية انطلاقته الحقيقية.

ركزت معظم قصصه على حياة المزارعين الأرمن في وادي سان هواكين، وتناولت موضوعات مثل الفقر، الهجرة، فقدان الجذور، وصراع الإنسان البسيط مع الواقع. ومن أشهر مجموعاته القصصية “اسمي آرام” التي صدرت عام 1940، وتُرجمت إلى العديد من اللغات.

إنجازات وأعمال بارزة

حقق وليام سارويان شهرة واسعة بفضل مجموعة من الأعمال الأدبية والمسرحية التي تركت بصمة في التاريخ الأدبي:

  • جائزة بوليتزر : فاز بها عام 1940 عن مسرحيته “زمن حياتك”، لكنه رفض استلام الجائزة، مشيرًا إلى أنه لا يؤمن بالجوائز الأدبية.
  • جائزة الأوسكار : حصل عليها عام 1943 عن أفضل قصة سينمائية لفيلم “الكوميديا الإنسانية” الذي استند إلى روايته الشهيرة بنفس الاسم.

من أبرز أعماله:

  • الشاب الجريء على الأرجوحة الطائرة (1934)
  • الشهيق والزفير (1936)
  • ثلاثة في ثلاثة (1936)
  • اسمي آرام (1940)
  • الكوميديا الإنسانية (1943)
  • المَضْحَكة (1953)
  • الأبناء يأتون ويذهبون (1976)
  • الجنون في الأسرة (1988)

سمات أسلوبه الأدبي

تميزت كتابات وليام سارويان بلغة بسيطة وعاطفية، تمتزج فيها الفكاهة بالحزن، وتتجلى فيها إنسانيته العميقة. كان يرى أن الهدف من الكتابة ليس فقط الترفيه أو التعليم، بل أيضًا إعادة اكتشاف الذات والوجود.

وصفه الكاتب البريطاني ستيفن فراي بأنه “أحد أكثر الكتاب المستهان بهم في القرن الحادي والعشرين”، واقترح أن يكون ضمن النخبة الأدبية إلى جانب كل من إرنست همنغواي وجون ستاينبك ووليام فوكنر .

الإرث الأدبي

ظل وليام سارويان مخلصًا لجذوره الأرمنية طوال حياته، وكان دائمًا يعكس في كتاباته الثقافة والتاريخ والأوجاع التي مر بها شعبه. حتى بعد وفاته عام 1981، تستمر أعماله في إلهام القراء والمثقفين حول العالم، وتعتبر مصدرًا ثريًا لدراسة التجربة الأرمنية في أمريكا.

خاتمة

يمثل وليام سارويان حالة أدبية فريدة؛ فهو ليس مجرد كاتب، بل شاهد حقيقي على حياة المهاجرين وتجاربهم. سواء كنت مهتمًا بالأدب الأمريكي أو تريد التعرف على الثقافة الأرمنية، فإن أعمال سارويان هي بوابة تستحق الاستكشاف.

 

وليم سارويان

الكتب ذات الصلة