مارك ليفي: رحلة كاتب فرنسي من الصليب الأحمر إلى قمة الأدب العالمي
لا يزال اسم مارك ليفي حاضرًا بقوة في أوساط القراء حول العالم. إنه ليس مجرد كاتب، بل فنان الكلمات الذي استطاع أن يأسر قلوب الملايين عبر رواياته التي تجمع بين الحب، الخيال، والتشويق. لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن طريقته في الكتابة بدأت كهدية لابنه المستقبلي، لتتحول بعد ذلك إلى مسيرة أدبية باهرة.
بداية غير تقليدية
وُلد مارك ليفي في فرنسا، وتميزت سنواته الأولى بالعطاء والإنسانية. عندما بلغ الثامنة عشرة من عمره، انضم إلى الصليب الأحمر ، حيث أمضى ست سنوات من حياته في خدمة الإنسانية، وهو ما شكّل لديه قيمة إنسانية عالية وتطلعاً لإحداث تغيير حقيقي.
بعد ذلك، أظهر جانبًا عمليًا وإبداعيًا من شخصيته، حيث أسس شركة متخصصة في الرسوميات الحاسوبية في كل من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1989، شارك في تأسيس شركة لتصميم الديكور الداخلي والتخطيط العمراني، والتي سرعان ما أصبحت من الشركات الرائدة في مجال العمارة داخل فرنسا.
الرواية التي غيّرت مسار حياته
في السابعة والثلاثين من عمره، كتب مارك ليفي روايته الأولى ماذا لو كانت واقعية، وهي قصة كتبها لأجل الرجل الذي سيصبحه ابنه في المستقبل. كانت هذه الرواية بمثابة نقطة التحوّل في حياته.
شجّعته أخته – كاتبة السيناريو آنذاك (والتي أصبحت الآن مخرجة) – على إرسال النص إلى ناشر فرنسي، الذي لم يتردد في نشره فور قراءته. ولم يمضِ وقت طويل حتى اشترى المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبيرغ حقوق تحويل الرواية إلى فيلم باسم “Just Like Heaven” (كأنها السماء)، بطولة ريز ويذيرسبون ومارك روفالو ، والذي حقق أعلى الإيرادات في أمريكا عام 2005.
مسيرة كتابية مذهلة
بعد نجاح روايته الأولى، قرر مارك ليفي أن يجعل من الكتابة مهنته الأساسية. ومنذ ذلك الحين، نشر 25 رواية ، تمت ترجمتها إلى 50 لغة ، وباع منها أكثر من 50 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم.
تتميز روايات مارك ليفي بأسلوبها البسيط والممتع، وقصصها التي تجمع بين الواقع والخيال، مما يجعلها مناسبة لجميع الأذواق. سواء كنت من محبي القصص العاطفية أو التشويق أو حتى الأعمال التي تتضمن عناصر خارقة للطبيعة، فإنك ستجد ضالتك في أحد أعماله.
إبداع خارج حدود الأدب
لا يقتصر إبداع مارك ليفي على الروايات فقط، فقد برز أيضًا في كتابة سيناريوهات أفلام قصيرة ، كما أخرج فيلمًا قصيرًا. بالإضافة إلى ذلك، كتب كلمات أغاني لفنانين مشهورين مثل جوني هوليدي ، مما يبرز تنوع مواهبه الفنية.
تقدير الجمهور والنقاد
مؤخرًا، أجرت صحيفة Le Figaro استطلاع رأي وطني لاختيار الكاتب المفضل لدى الفرنسيين ، وجاء مارك ليفي وفكتور هوغو في المرتبة الأولى متساويين، وهو دليل على مدى تأثيره الكبير في الثقافة الفرنسية والعالمية.
الخاتمة
إن مارك ليفي ليس مجرد كاتب، بل هو مصدر إلهام لكل من يرغب في دمج الحياة العملية مع الإبداع الأدبي. إذا كنت تبحث عن رواية تجمع بين المشاعر العميقة والحبكة المدهشة، فلا بد أن تبدأ بقراءة واحدة من روايات مارك ليفي . سواء كانت روايته الشهيرة “ ماذا لو كانت واقعيةأو آخر أعماله “سمفونية الوحوش” ، فإنك ستكتشف لماذا يُعتبر مارك ليفي من أفضل الكتّاب في العالم.
