زينب سلبي: ناشطة إنسانية وصوت النساء في مناطق النزاعات
زينب سلبي، الكاتبة والناشطة النسائية العراقية الأمريكية، تعد واحدة من أبرز الأصوات الداعمة لحقوق النساء. ولدت زينب عام 1969 في بغداد، العراق. كانت طفولتها مليئة بالتحديات بسبب الظروف السياسية الصعبة. والدها كان يعمل كطيار شخصي للرئيس العراقي السابق صدام حسين. تعرضت عائلتها للإيذاء النفسي من قبل النظام الحاكم آنذاك. هذه التجارب القاسية دفعت زينب لتكريس حياتها لدعم النساء حول العالم.
رحلة زينب من العراق إلى الولايات المتحدة
انتقلت زينب إلى الولايات المتحدة في سن التاسعة عشرة. هناك، بدأت رحلتها نحو تحقيق أهدافها الإنسانية. مرورها بتجربة الحرب العراقية الإيرانية (حرب الخليج الأولى) كان له تأثير كبير عليها. أصبحت أكثر وعيًا بالأزمات التي تتعرض لها النساء أثناء النزاعات المسلحة. اهتمامها الخاص كان يدور حول العنف ضد المرأة. خاصةً الاغتصاب وأشكال أخرى من الاستغلال الجنسي.
زينب حصلت على درجة البكالوريوس من جامعة جورج ماسون. ثم واصلت تعليمها في كلية لندن للاقتصاد. هناك، حصلت على درجة الماجستير في دراسات التنمية. خلال مسيرتها الأكاديمية، أصبحت زينب صوتًا قويًا يدعو إلى توعية النساء حول العالم بشأن حقوقهن.
تأسيس “منظمة النساء من أجل النساء الدولية”
في أوائل التسعينيات، شعرت زينب وزوجها أمجد عطا الله (أمريكي-فلسطيني) بالصدمة إزاء ما حدث للنساء في يوغوسلافيا. تعرضت العديدات للاغتصاب والاعتقال القسري في معسكرات الحرب. قررا اتخاذ خطوة جادة. بدلاً من قضاء شهر العسل التقليدي، أسسا منظمة “النساء من أجل النساء الدولية”.
تهدف المنظمة إلى دعم النساء الناجيات من الحروب. من خلالها، تمكنت زينب من بناء جسور بين الداعمين في الولايات المتحدة والنساء الناجيات من الحروب. استقبلت دعوتهما بحفاوة شديدة. قالت إحدى السيدات الناجيات: “كنت أظن أن العالم نسينا”.
تحت إدارة زينب، نجحت المنظمة في الوصول إلى أكثر من 400 ألف امرأة في 8 مناطق نزاع. قدمت المنظمة دعمًا يتجاوز 100 مليون دولار أمريكي. شمل ذلك مساعدات مباشرة، قروض متناهية الصغر، وتدريبات على الحقوق والوعي. كما ساعدت آلاف النساء على بدء مشاريعهن الصغيرة.
العمل الإعلامي والإلهام العالمي
زينب ليست فقط ناشطة إنسانية، بل أيضًا كاتبة ومتحدثة بارزة. ظهرت في العديد من وسائل الإعلام العالمية. منها برنامج أوبرا وينفري الذي استضافها سبع مرات. كما نشرت مقالات في صحيفة واشنطن بوست. في عام 1995، كرمها الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في البيت الأبيض. جاء التكريم تقديرًا لجهودها الإنسانية في البوسنة.
في السنوات الأخيرة، تعمل زينب على إنشاء منصات متعددة الوسائط. تهدف هذه المنصات إلى إعطاء مساحة للنساء العربيات والمسلمات للتعبير عن آرائهن. في عام 2015، أطلقت برنامج “نداء”. وهو برنامج حواري يهدف إلى إلهام النساء في العالم العربي. يُبث البرنامج في 22 دولة عبر قناة TLC العربية.
مشروع زينب سلبي: التركيز على الشجاعة والإلهام
في مايو 2016، أطلقت زينب مشروعها الخاص “مشروع زينب سلبي”. جاء المشروع بالتعاون مع AOL/هافينغتون بوست. يهدف المشروع إلى تغطية القضايا العالمية والقصص الملهمة من منظور النساء. يركز على الشجاعة والاستكشاف العاطفي. كما يركز على ما يجمع البشرية وليس ما يفرقها.
الجوائز والتكريمات
حصلت زينب على العديد من الجوائز تقديراً لجهودها الإنسانية. منها:
- جائزة تكريم للمرأة العربية الرائدة في دورتها السابعة. أقيمت الجائزة في دار الأوبرا في القاهرة.
الخلاصة
زينب سلبي ليست مجرد ناشطة أو كاتبة. بل هي رمز للقوة والإلهام. من خلال عملها المستمر في دعم النساء الناجيات من الحروب، ومساهماتها الإعلامية، أصبحت زينب صوتًا عالميًا يدعو إلى التغيير الإيجابي. سواء كنتِ امرأة تبحثين عن الإلهام أو شخصًا يرغب في فهم القضايا العالمية بشكل أعمق، فإن قصة زينب ستظل مصدرًا دائمًا للتحفيز والأمل.
استمتعي برحلة الإلهام مع زينب سلبي واستلهمي من قصتها لتحقيق أهدافك الخاصة!
