| Weight | 0.420 kg |
|---|---|
| Dimensions | 14.5 × 21.5 cm |
ضد التعاطف
$12.00
ضد التعاطف – بول بلوم: نقدٌ جريء للعاطفة ودعوةٌ إلى الأخلاق العاقلة
في كتابه المثير للجدل “ضد التعاطف”، يقدّم عالم النفس البارز بول بلوم تحليلاً عميقًا وجريئًا يتحدى الفكرة السائدة بأن التعاطف (أو ما يُسمّى بـ”التقمّص العاطفي”) هو فضيلة لا غنى عنها في حياتنا الأخلاقية. ففي عالمٍ يعاني من تفككٍ اجتماعي وتزايدٍ في الأنانيّة، قد يبدو أن الحل يكمن في “مزيد من التعاطف”، لكن بلوم يذهب عكس التيار، مُحذّرًا من أن التعاطف قد يكون قوةً مضلّلة أكثر مما هو دافعٌ للخير.
يصف بلوم التعاطف بأنه “مشروبات غازية مُتخمة بالسكر: لذيذة، جذّابة، لكنها في الحقيقة ضارّة”، موضحًا أن الاستجابة العاطفية المباشرة لمعاناة الآخرين غالبًا ما تقود إلى قرارات أخلاقية عمياء، انفعالية، وغير عادلة. بدلًا من ذلك، يدعو إلى استبدال التعاطف بصفاتٍ أعمق وأكثر نضجًا أخلاقيًّا، مثل: الاستبصار، التلطّف، الضبط الذاتي، والحنان-التي يرى أنها تشكّل حجر الأساس لـ”الحياة الأخلاقية الصالحة”.
ويُجري بلوم تمييزًا جوهريًّا بين نوعين من التقمّص:
التقمّص العاطفي، الذي يدفعنا إلى الشعور بمشاعر الآخرين كأنها مشاعرنا،
والتقمّص المعرفي، الذي يتيح لنا فهم منظور الآخر بعقلانية دون الانجراف في دوامة العاطفة.
وهو يؤكد أن الفهم المعرفي – المدعوم بالذكاء الاجتماعي والإدراك – أكثر فعاليةً في بناء مجتمعٍ عادلٍ وإنساني.
رغم الجدل الواسع الذي أثاره الكتاب حول طبيعة التعاطف، الشفقة، وصنع القرار الأخلاقي، فإن بلوم لا ينكر تمامًا دور التعاطف في تحفيز الخير. لكنه يحذّر من الاعتماد عليه كمرشدٍ أخلاقي، داعيًا القارئ إلى التفكير النقدي، والتعاطف العاقل، لا العاطفي.
“ضد التعاطف” ليس مجرد نقدٍ للعاطفة، بل دعوةٌ جريئة لإعادة التفكير في كيفية بناء عالمٍ أكثر عدالةً ورحمة – ليس بالمشاعر وحدها، بل بالعقل، والفهم، والإرادة الأخلاقية الواعية.








