من يتذكر تاي

نوع الغلاف: ورقي
الإصدار: الطبعة الثانية
عدد الصفحات: 224
تاريخ النشر: 2012

$7.00

في عالم الأدب العربي، لا تزال الروايات التي تحمل بصمة الواقع التاريخي والاجتماعي تحتل مكانة خاصة في قلوب القرّاء. واحدة من هذه الأعمال المميزة هي رواية “من يتذكر تاي” للكاتب اللبناني ياسين رفاعية ، التي تقدم مزيجاً فريداً بين الحقيقة والأدب، وتستعرض مشهد بيروت الثقافي والسياسي في مرحلة حاسمة من تاريخ المنطقة.

بار “تاي”: مركز الأحداث

تُدور أحداث الرواية في بار صغير في العاصمة اللبنانية بيروت ، يحمل اسم “تاي” وهو اسم ساقية البار، وهي شخصية أنثوية محورية في القصة. تاي ليست مجرد سيدة تعمل في مهنة غير تقليدية، بل هي امرأة مثقفة وجميلة وساحرة ، تمتلك خلفية اجتماعية وأسرية راقية، فهي إبنة باشا مصري كان له صلات مع المافيا، مما دفعها للهروب إلى لبنان تحت حماية الرائد مفيد ، صديق طفولتها الذي درس معها في جامعة القاهرة.

الزمن هنا هو أيام هزيمة 1967 (حزيران) ، تلك المرحلة المؤلمة التي غيّرت مجرى التاريخ العربي الحديث، لتكون بمثابة الخلفية الدموية التي تتفاعل عليها الشخصيات وتتشابك مصائرهم.

شخصيات خلّدها الواقع والتاريخ

ما يميز رواية “من يتذكر تاي” أنها لا تقتصر على شخصية واحدة أو قصة عاطفية، بل تقدّم لوحة جماعية مشرّعة أبوابها أمام شخصيات سياسية وثقافية وفنية حقيقية، كانت لها بصمة واضحة في التاريخ العربي الحديث.

أبرز الشخصيات في الرواية:

  • أكرم الحوراني : السياسي السوري الذي دعا إلى الحوار مع اليهود ودفع ثمناً غالياً لمواقفه.
  • سامي الجندي : الكاتب والروائي والوزير، الذي قدّم نموذجاً مثيراً للجدل في الفكر القومي.
  • غسان كنفاني : الشهيد الفلسطيني الذي جمع بين النضال والحب المستحيل مع الكاتبة السورية غادة السمان .
  • كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار : شهداء القضية الفلسطينية الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل قضيتهم.
  • حسين حيدر : الشاعر والمحامي الذي أطلق اسم “تاي” على حفيدته.
  • معين بسيسو : الشاعر الفلسطيني الذي عاش خيبة تأسيس الدولة الفلسطينية.
  • أمين نخلة : الشاعر اللبناني الكبير الذي عاش قصة حب استثنائية مع فتاة شامية.
  • عصام محفوظ : المسرحي اللبناني وفشله في الحب.
  • طارق : الطالب السعودي الذي وقع في حب تاي رغم فارق العمر الكبير.
  • ريتا : الفتاة السورية التي اختارت الانتحار بعد أن اغتصبها أحد الوزراء في سوريا.

كل هؤلاء كانوا ضيوفاً دائمين في بار تاي ، حيث تتقاطع مصائرهم وقصصهم في فضاء واحد، ليشكّلوا معاً نسيج الرواية، ويمنحوها طابعها الفريد من نوعه.

الجراءة والفكرة: ما يجعل الرواية استثنائية

تتميز الرواية بأنها لا تخضع لقواعد الإيهام الروائي التقليدية ، بل تستخدم الواقع نفسه كمادة سردية، بما فيها من أسماء حقيقية وأحداث مؤلمة، وهو ما يعطيها جرأة فنية وفكرية نادرة. كما أن الكاتب ياسين رفاعية لا يكتفي بسرد القصص، بل يحاول إعادة تركيب ذكريات ذلك الزمن، وتحليل دوافع الشخصيات، واستقراء آثار الهزيمة على النفس العربية.

خلاصة القول: لماذا يجب قراءة هذه الرواية؟

رواية “من يتذكر تاي” ليست مجرد عمل أدبي، بل هي وثيقة ثقافية وسياسية تعكس حالة العرب في مرحلة حرجة، عبر شخصيات عاشت بين بيروت والقاهرة ودمشق وفلسطين. إنها دعوة للقارئ ليتوقف عند مصير الأفراد في ظل التحولات الكبرى، وليتأمل كيف يمكن للأدب أن يكون صوتاً لمن انطفأت حياتهم.

إذا كنت تبحث عن رواية تجمع بين الواقع والخيال، بين الألم والجمال، وبين السياسة والحب، فإن “من يتذكر تاي” تستحق أن تكون على رأس قائمة قراءاتك.

Quantity
Weight 0.263 kg
Dimensions 14 × 21 cm
Back to Top