Weight | 0.528 kg |
---|---|
Dimensions | 14 × 21 cm |
توقًا إلى الحياة
$15.00
“توقاً إلى الحياة”: ملحمة إنسانية ووطنية من تاريخ سورية المعاصر
في زمنٍ تغيب فيه الكلمات عن التعبير الحقيقي عن الألم والصمود، يطل علينا الكاتب عباس عباس بعمل أدبي استثنائي يحمل عنوان “توقاً إلى الحياة” . تحول النص من مجرد قصة إلى شهادة حية، ومدوّنة ثقافية، وملحمة إنسانية خالدة تسرد معاناة أبطال حقيقيين دفعوا الثمن غالياً من أجل حلم الوطن الحر العادل.
يقول الكاتب في أحد مقاطع الكتاب:
“لا كتب تفي ولا مدونات. فالخسائر على فداحتها، لم تبلغ نهاياتها كي تحصى”
جملة واحدة تختزل كل ما هو آتٍ، وتُعلن أن هذا العمل ليس مجرد رواية أو سيرة ذاتية، بل هو صوت الروح التي احترقت في زنزانات القهر، وضوء الأمل الذي لم تنطفئ شرارته رغم الظلام الدامس.
رحلة عبر الزمان والمكان: بين الألم والأمل
يتناول “توقاً إلى الحياة” مشاهد حقيقية من حياة الكاتب ورفاقه. اعتقلوا من جامعاتهم وأسرهم ومهنهم، ليتحولوا إلى أرقام لا اسم لها تسكن غياهب السجون، بعيدة عن الإنسانية وعن الحق.
نعيش لحظات مؤثرة وصادقة، تُحكى بصوت إنسان عاش كل تفاصيلها بوعي وإرادة. رفض متاع الدنيا لكنه تحمل أعظم الآلام.
الكتاب ليس فقط عن المعاناة، بل هو أيضاً عن الحلم. حلم الوطن الجميل الذي تزينه الحرية والعدالة الاجتماعية. حلم ربات البيوت اللواتي ينتظرن عودة أزواجهن من شقاء النهار وقد تورمت عضلاتهم من العمل والحر والتعب.
شهادات من تحت الأرض: القمع والظلم والانتقام
يأخذنا الكاتب في جولة مأساوية عبر فروع التحقيق وغرف التعذيب. أماكن تفتقر إلى أقل معايير الإنسانية، ويديرها رجال غلاظ عديمو البصيرة، يكرهون كل شيء جميل: الكرامة، والحرية، والوطنية، والديمقراطية.
وصف الكاتب هذه المرحلة بأنها “لعنة حلّت”، ولدت فوضى مستمرة، وقهرًا لا نهاية له. لكن حتى في قلب الظلام، تبقى لمسة الأمل حاضرة، من خلال الشهادات والإحساس الرهيف، والقيم الإنسانية التي لم تستطع سنوات السجن أن تمحوها.
الموت والحياة: ثنائية الختام
في خواتيم الكتاب، يتصاعد الموت كـ”كحل عربي” يزيّن عيون من عاشوا الألم بوعي. ويتحول الألم إلى “بخور” يطهر النفس ويُبعد عنها رائحة الزمن المرير.
هنا، لا يحاول الكاتب أن يكشف أسراراً أو يعيد اختراع التاريخ. بل يضع الحقيقة أمامنا واضحة كالشمس. فمن أراد أن يراها، فهي بين يديه. ومن أعرض عنها، فربما يرى في الوهم أيقونةً يُصلّي لها.
ماذا علّمنا “توقاً إلى الحياة”؟
يقول الكاتب:
“قد علمني هذا الكتاب بقدر ما أرشدني إلى يقين خالٍ من الخصومة، بل ألهمني إجابات كثيرة عن تساؤلات طالما عادتني وشغلت عقلي”
هذا الكتاب ليس للقراءة فقط، بل هو للتأمل، للتفكير، للتفاعل. إنه دعوة لفهم الألم السوري من داخله، لسماع صوت من اختار الصدق مع نفسه ومع وطنه، ولو كان الثمن الحرية.
لماذا يجب أن تقرأ “توقاً إلى الحياة”؟
أدب المقاومة
ينتمي الكتاب إلى أدب السجون والمقاومة. حمل بصمة حقيقية لكاتب عاش التجربة بنفسه.
الصدق والأمانة
الكاتب لا يلجأ إلى المبالغة، بل يروي الوقائع كما هي، دون تزيين أو تعديل.
العمق الإنساني
يجمع بين الألم والحب والكبرياء، ليصنع لوحة إنسانية متكاملة تلامس القلوب والعقول.
الإلهام والوعي
يحفز القارئ على التفكير في قيم الحرية والعدالة. يزرع بذرة الأمل في نفوس من فقدوا الأمل.