مطر الغياب

المؤلف: محمود عيسى
نوع الغلاف: ورقي
الإصدار: الطبعة الأولى
عدد الصفحات: 110
تاريخ النشر: 2016

$7.00

مطر الغياب: رحلة أدبية وتوثيقية عبر حقبة مظلمة من تاريخ سورية الحديث

في عالم الأدب والتوثيق، تبقى بعض النصوص شاهدًا حيًّا على مرحلة مؤلمة من عمر الشعوب، تنقل بصوت صادق وجراح نازفة ما لا تسطع الكلمات أن تعبر عنه. كتاب “مطر الغياب” يُعد واحدًا من هذه النصوص الإبداعية الموثقة التي تفتح نافذةً على حقبة عصيبة من تاريخ سورية الحديث، تلك الحقبة التي أُسدل عليها ستارٌ من الصمت، ليس طواعية من الشعب، بل بفعل آلة القمع وركام الخطاب الديماغوجي الذي غطى الواقع الحقيقي.

ليس صوتًا للمثقفين فقط

لا يقتصر “مطر الغياب” على تسليط الضوء على هواجس مجموعة من المثقفين المعزولين عن واقعهم، بل يغوص عميقًا في تفاصيل الحياة اليومية لفئات الشعب المختلفة، ويستعرض اشتباكها مع واقع قاسٍ ومعقد. إنه كتاب يتتبع هموم الناس العاديين، من شمال سورية إلى جنوبها، ومن الشرق إلى الغرب، في ظل سياسات لم تكن يومًا معبرة عن تاريخ سورية الوطني أو عن ثقلها الحضاري والثقافي، ولا عن تنوعها المجتمعي الثري.

من الإصلاح إلى التدمير

يمثل الكتاب مدخلًا أدبيًّا وتوثيقيًّا لفهم كيف تحولت سورية من حالة ثورة سلمية مطلبية عادلة إلى حرب مدمرة، تتعدد فيها الجهات المحلية والإقليمية والدولية المتورطة. فما بدأ كانتفاضة شعبية تطالب بالإصلاح والحرية، تحول سريعًا إلى صراع مسلح، وعسكرة شاملة، وتدخلات خارجية، أدت إلى كارثة إنسانية تخطت حدود الدولة لتتحول إلى قضية دولية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

السجون.. وجه القمع الأليم

لا يكتفِ الكاتب في “مطر الغياب” بتقديم قراءة سياسية واجتماعية للواقع السوري، بل يستعرض أيضًا الجانب المظلم من هذا الواقع، وهو ما يتعلق بسياسات القمع التي طالت المواطنين خلال العقدين الأخيرين من القرن العشرين. ويسلط الضوء على واحدة من أكثر الحلقات مرارةً في تاريخ حقوق الإنسان في سورية: سجن تدمر الصحراوي .

من خلال تجربته الشخصية، يروي الكاتب معاناته في سنوات طويلة من الاعتقال، وما رافقها من محاكمات مأساوية – إن لم تكن هزلية – وأحكام قاسية، لم تتناسب مع طبيعة “الجرائم” التي كانت تُنسب إلى معتقلين سياسيين كانوا في غالبيتهم ضمير الوطن الحي، الذين حملوا مشروعاً وطنيًا وتقدميًا كان يهدد بالضرورة الاستبداد والفساد.

الحرية.. حلم لا يموت

رغم كل محاولات القمع والإلغاء، فإن “مطر الغياب” يؤكد أن الرغبة في الحرية والعدالة لم تمت، بل ظلت حية في قلوب السوريين والسوريات، تقاوم الانطفاء، وتتحدى الظلام. فالكتاب يحمل في طياته رسالة واضحة: لا يمكن لأي نظام قمعي أن يمحو الحلم بالديموقراطية، ودولة القانون، والمواطنة المتساوية، وإنهاء الفساد.

كلمة السر: التغيير

وفي ختام هذه الرحلة المؤلمة والمليئة بالتفاصيل الإنسانية والتاريخية، يضعنا الكاتب أمام كلمة السر الحقيقية التي تكمن وراء كل هذا الألم والصمود: “إرادة التغيير” . فهي ليست مجرد رؤية مستقبلية، بل ضرورة وجودية، لشعب أنهكته الحرب وفقد الكثير، لكنه لم يفقد الأمل.

“مطر الغياب” ليس مجرد كتاب، بل هو صوت الحق الذي ظل مكتومًا لسنوات، وهو شهادة زمن، ومصدر إلهام لكل من يؤمن بأن سورية تستحق الأفضل، وأن المستقبل ممكن، إذا توفرت الإرادة الحقيقية للتغيير.

الكمية
الوزن 0.14 كيلوجرام
الأبعاد 14 × 20 سنتيميتر
Back to Top