هل التغيرات الهرمونية نهاية أم بداية؟

نسختك تنتظرك, المينوبوز الجديد, متوفر الأن

مقال الزهرة للصخرة

المؤلف: د. رمزي صالحة
نوع الغلاف: ورقي
الإصدار: الطبعة الأولى
عدد الصفحات: 134
تاريخ النشر: 2021

$8.00

ما هو الواقع الحقيقي؟ رحلة فلسفية عبر وعي الإنسان عبر العصور

هل سبق أن تساءلت: ما الواقع؟ وأين يقع بالضبط؟

سؤالٌ بسيط في صيغته، لكنه يحمل في طياته لغز الوجود كله. لقرونٍ طويلة، سعى الإنسان للإجابة عن هذا السؤال، يقلب الكتب، يجوب الكون، يخترع الأدوات، ويُجري التجارب… ومع ذلك، يبقى السؤال بلا جواب قاطع. فهل المشكلة في الواقع نفسه؟ أم في طريقة طرحنا للأسئلة؟

“متى تدرك البشرية عقم أسئلتها؟ متى تدرك أنها تطرح الأسئلة الخطأ؟ متى تدرك أنها تبحث في الأمكنة الخطأ؟ متى تدرك أنها ليست بحاجة إلى البحث أصلاً؟”

– د. رمزي صالحة

الوعي كمصدر للواقع: من الفلسفة إلى العلم الحديث

لطالما اعتبر الفلاسفة والعلماء أن الواقع شيء خارجي، ثابت، مستقل عن إدراكنا له. لكن مع تطور علم الأعصاب والفيزياء الكمومية، بدأ هذا الافتراض يتهاوى أمام بديهية بسيطة: نحن لا نختبر الواقع كما هو، بل كما يُصوَّر داخل عقولنا.

يقول الدكتور روبرت لانزا، عالم الأحياء الشهير ومؤسس نظرية “البيوسنتريزم” (المركزية الحيوية):

“الواقع ليس سوى إجراء فاعل متواجد في وعينا فقط. كل ما نراه ونختبره هو عاصفة من المعلومات تهب في عقولنا، تشكلها معادلات رياضية (من أصفار وآحاد) خالقة الضوء والعمق والشعور بالزمان والمكان.”

بعبارة أخرى، الكون الذي نراه هو إسقاطٌ ذهني. ما نسميه “الواقع” هو في الحقيقة تجربة واعية تُبنى داخل دماغنا من خلال معالجة إشارات كهربائية وكيميائية.

الوحدة الوجودية: عندما يذوب الفصل بين المُدرك والمُدرك

أما في أعمق طبقات الفلسفة الشرقية، فيذهب المتصوفون والفلاسفة إلى أبعد من ذلك. فوفقًا للحِكمة التي نقلها شانكارا، الفيلسوف الهندي العظيم من القرن الثامن:

“أنا الوجود بلا بداية. أنا لا أنتمي إلى وهم «أنا» و«أنت» و«هذا» و«ذاك». أنا. واحد بلا ثانٍ، نعمة بلا نهاية… أنا في الموجودات كلها. وعي صافٍ، أساس الظواهر كلها، الداخلية منها والخارجية.”

هنا، لا وجود لثنائية المُدرك والمُدرك، ولا فصل بين الذات والكون. الذات الحقيقية ليست الفرد المنفصل، بل الوعي المطلق الذي يحتوي كل شيء. والبحث عن الواقع خارج الذات، في هذه الرؤية، هو مجرد وهم ناتج عن “أيام الجاهلية”، كما يصفها شانكارا.

نحن لا ندرك سوى إدراكنا

وهنا يلتقي الشرق بالغرب، والفلسفة بالعلم، في جملة موجزة لا تُنسى من الفيلسوف جورج بيركلي:

“نحن لا ندرك سوى إدراكنا.”

عبارة تختصر قرونًا من التأمل. فمهما حاولنا أن نصل إلى “الواقع الموضوعي”، نجد أنفسنا دائمًا نعود إلى تجربتنا الذاتية. لا بوابة أمامنا سوى الوعي، ولا نافذة للعالم سوى حواسنا وعقولنا.

هل حان الوقت لتغيير طريقة السؤال؟

ربما لا يحتاج الإنسان إلى مزيد من الأدوات أو التجارب أو النظريات المعقدة. ربما يحتاج فقط إلى التوقف عن البحث خارج ذاته، والنظر إلى الداخل حيث يكمن مصدر كل إدراك.

الواقع ليس “هناك”، بل هنا — في الوعي الذي يختبره الآن.

الحقيقة ليست في الفضاء الخارجي، بل في الفضاء الداخلي الذي يُولّد كل شيء.

السؤال لم يعد: “أين الواقع؟”

بل: “من يختبر هذا الواقع؟”

الكمية
الوزن 0.325 كيلوجرام
الأبعاد 14.5 × 21.5 سنتيميتر
Back to Top
logo-footer

اشترك في صحيفتنا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية للنشرة الإخبارية لتلقي آخر التحديثات من فريقنا



    Compare (0)